الخميس، 26 يونيو 2014

شروط القبول في جامعة قطر


شروط القبول في جامعة قطر

2011-07-06

 

محمد الخليفي

 

 كتب الأخ محمد القحطاني مقالاً يشتكي فيه «من كثرة الاشتراطات والعقبات الموضوعة أمام من يريد إكمال دراسته في جامعته الوطنية الوحيدة». وبعد أن عدد تلك الشروط قال: «أنا أستغرب أن توضع هذه الشروط التعجيزية أمام الطلبة وفي الجامعة الوطنية الوحيدة، وبذلك يقفل أمامهم باب الخيارات، وتحرم أعداد كبيرة منهم من فرصة التعليم الجامعي..». ويضيف: «أنا أرى أن هذه الاشتراطات والعقبات أصبحت هاجساً يقض مضاجع أولياء أمور الطلبة، ويحبط طموحات الطلبة أنفسهم في الحصول على الشهادة الجامعية، وأكبر دليل على ذلك كثرة من توجه منهم إلى العمل في القطاع الحكومي بالثانوية العامة، مع أن نسبهم وتقديراتهم في الثانوية العامة مرتفعة».

وبعد أن يسجل ذلك، اتجه إلى الحكومة طالباً منها «التدخل لإصلاح ما يمكن إصلاحه أو على الأقل توفير البديل أمام هؤلاء الطلبة لاستكمال دراستهم الجامعية، وإيجاد الحلول لهذه الإشكالية التي أصبحت تزعج كل البيوت القطرية». (صحيفة العرب الثلاثاء 5 يوليو العدد 8423).



والحق أن الشروط والمتطلبات هي من الضوابط العامة التي تضعها الدولة أو المؤسسات المختلفة لممارسة نشاط معين، أو للحصول على خدمات تلك المؤسسة، إلى غير ذلك مما هو معروف للعامة.

وجامعة قطر مثل غيرها من المؤسسات ترى أنه لكي يتمكن «الطالب من إكمال دراسته الجامعية بكفاءة واقتدار والتخرج من الجامعة في غضون الفترة الزمنية المحددة للتخرج» لا بد أن تتوافر لدية بصورة أساسية مجموعة من «مهارات اللغة الإنجليزية والرياضيات والحاسب الآلي». فهذه شروط قبول لا بد أن يحقق الطالب الحد الأدنى منها، عبر اختبارات دولية معروفة.

أما الطالب الذي لم يحقق الحد الأدنى من ذلك، فإن الجامعة وفرت له برنامجاً تأسيسياً يمتد إلى أربعة فصول دراسية كمدة قصوى.

كذلك أيضاً اشترطت الجامعة على الطالب الذي يرغب التخصص في اللغة العربية أن يجتاز اختباراً في اللغة العربية ومقابلة شخصية. كما اشترطت على الطالب الذي يرغب التخصص في فرع الدعوة والإعلام في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية أن يجتاز مقابلة شخصية. وأعفت الطالب الذي يرغب في التخصص في الدراسات الإسلامية من تلك الشروط.

والمسألة في نظري ليست في «تعجيزية الشروط»، بل في الشروط ذاتها، لأن «العجز» مسألة نسبية. فمثلاً الطالب الذي حقق معدلاً 55 % أو 65 % في الشهادة الثانوية يعتبر 70 % شرطاً تعجيزياً. والطالب مثل ابن الأستاذ القحطاني الحاصل على 80% لا يعتبر 70% شرطاً تعجيزياً، وهكذا الحاصل على 600 درجة في التوفل لا يرى 500 درجة شرطاً تعجيزياً.. إلخ.

إذن المسألة ليست في وجود شروط بل في الشروط ذاتها، فعندما تكون اللغة الإنجليزية هي اللغة المعتمدة للدراسة في جامعة قطر، فلا بد أن يكون إتقانها شرطاً لمن يريد الالتحاق بها! مثلها في ذلك مثل أي جامعة غير عربية تشترط إتقان اللغة التي بها يتعلم الطلاب. فالطالب الذي يريد أن يلتحق بالجامعات الأميركية في المدينة التعليمية لا بد أن يتقن اللغة الإنجليزية. ولا يمكن أن نقول إن هذه الجامعات تضع شروطاً تعجيزية! لأن لغة الدراسة في هذه الجامعات هي اللغة الإنجليزية، مثلها في ذلك مثل الجامعات الفرنسية التي تشترط على الطالب إتقان اللغة الفرنسية ليلتحق بها، أو الجامعات الألمانية أو غيرها.

وكان يمكن لجامعة قطر أن تشترط على جميع الطلاب -وليس الطالب المتخصص في اللغة العربية- ضرورة اجتياز اختبار في اللغة العربية. ولا يمكن أن نعد ذلك شرطاً تعجيزياً عندما يكون إتقان اللغة العربية ضرورياً، لكي يتمكن «الطالب من إكمال دراسته الجامعية بكفاءة واقتدار». أما واللغة العربية غير ذلك، فلا عجب.

المسألة يا أخ محمد هي أن جامعة قطر جامعة غير عربية، ولا أريد أن أقول جامعة غير وطنية. فلماذا تصعق؟!

 


 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق