السبت، 28 يونيو 2014

دولة بغير مواطنيها


دولة بغير مواطنيها

محمد بن هلال الخليفي

       دولة بغير مواطنيها هي دولة لغير مواطنيها . هكذا يلاحظ المتابع لتطور عدد السكان في دولتنا كيف أصبحنا دولة تعتمد على غير مواطنيها ! فقد أدى الخلل السكاني إلى أن أصبح المواطنين غير القطريين أغلبية تصل نسبتها إلى 90% من السكان البالغ عددهم 2174035 في نهاية شهر مايو 2014 . وتحول المواطنون إلى أقلية ضمن أقليات، تدور نسبتها حول 10% . وهي ليست أكبر الأقليات! إذ يبلع عدد الأقلية الهندية 544802 بنسبة تتجاوز 25% من السكان تليها الأقلية النيبالية التي يبلغ عددها 340679 بنسبة تتجاوز 15% ثم تأتي الأقلية القطرية ! وبعدها الفلبينية التي يبلغ عددها 184648 بنسبة 8.5% والبنغالية 137945 بنسبة 6.3% ...لذلك لا عجب أن تبلغ نسبة قوة العمل غير القطرية 94.2% (نتائج التعداد العام للسكان 20/10/2010) وان تكون نسبتها في القطاع الخاص 99.2%  (مسح القوى العاملة بالعينة لسنة 2012) .



       وعندما تكون دولة بغير مواطنيها فهي بالتأكيد دولة لغير مواطنيها. ولست في حاجة أن أذكر أرقام الميزانيات الأكبر في تاريخ قطر التي تنشرها صحفنا كل عام .يكفي مثالاً مشروعات الصحة إذ تقدر تكلفةمدينة حمد الطبية بتكلفة مقدارها 1629.9 مليون ريال و إقامة مستشفى الوكرة بتكلفة مقدارها 934.1 مليون ريال وإقامة مراكز صحية جديدة بتكلفة مقدارها 238.7 مليون ريال بالإضافة لعدد من المشروعات الخاصة، وإضافة مرافق جديدة لمستشفى الرميلة ومستشفى الشمال بتكلفة بلغت 170.7 مليون ريال.

فهذه المخصصات وتلك المقررة للطرق وللمجاري وللكهرباء وللماء وللأمن وللتعليم وللصحة هي بالتأكيد ليست للعشرة في المئة من السكان!

هكذا هي مواردنا ليست للعشرة في المئة من السكان . وعندما لا تكون هناك حاجة حقيقية لأكثر من نصف التسعين في المئة المتبقية فإنني أستطيع أن أقرر أن ميزانياتنا هي هدر للمال العام .

 


 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق