مقال لم ينشر في الصحف
محمد الخليفي
لقد آثرت أن أخصص مقالاً منفصلاً للنظر في " مسح استخدام
الوقت" عن ذلك الذي كان حول ما
أثير حوله في الصحافة ولدى الجمهور لاختلاف الغرض من ذاك ومن هذا. ورأيي في
"مسح استخدام الوقت " الذي نشرته وزارة التخطيط التنموي والاحصاء في
موقعها الإلكتروني أعرضه على النحو التالي:
أولاً. يحدد مسح استخدام
الوقت الهدف الأساسي منه في التعرف على "نوعية الحياة أو الرفاة العام في
دولة قطر" كما يضع له هدفاً آخر هو " التعرف على طبيعة الأنشطة التي
يزاولها الأفراد في حياتهم اليومية " ؛ وذلك لغرض أعم هو استخدام نتائج مثل
هذا المسح في "التحليل الاقتصادي والاجتماعي" .
لكن القائمين على المسح لم
يحددوا لا المقصود بنوعية الحياة ولا المقصود بالرفاه العام . كما لم يضعوا مؤشرات
تدل على نوعية الحياة المرغوبة أو الرفاه العام المرغوب . ولم يبينوا في النتائج
التي عرضوها لا نوعية الحياة ولا الرفاه العام في قطر. لذلك يخرج القارئ للمسح –
كما نُشر - بأرقام غير ذات دلالة . فهل العمل ثماني ساعات أو أقل أو أكثر دليل على
الرفاه أم أنها لا تدل عليه! وقل ذلك على غيرها من الأرقام .
ثانياً. إدخال " الأفراد الذين لم يمارسوا
النشاط " في حساب " الوقت المستخدم في تنفيذ النشاط " استخدام غير
صحيح ومضلل في ذات الآن . وهو الذي سبب كل البلبلة التي تلت نشر نتائج المسح في الصحافة. غير صحيح لأنه يجمع
صنفين مختلفين . ومضلل لأنه يعتمد على المتوسط ، والمتوسط لا
يعطي صورة دقيقة للواقع ، مثل متوسط الدخل .
ثالثاً. استخدم المسح- كما
هو منشور - متغيري الجنس والجنسية فقط للتعرف على كيفية استخدام أفراد المجتمع للوقت
، وهذا غير كاف للتعرف على الظاهرة بصورة واضحة ودقيقة وشاملة . فظواهر الاجتماع
الإنساني ظواهر تتأثر بمتغيرات متنوعة مثل السن والدخل والتعليم وغيرها . فلابد
أخذها في الحسبان عن إجراء مسوح مثل مسح استخدام الوقت .
رابعاً. عرض النتائج لم يكن
شاملاً، فلم يبين متغير الجنس لغير القطريين . كذلك أيضاً لم يبين التقرير عدد
القطريين وغير القطريين ، الذكور والإناث . وافتقد العرض الدقة في تناول بياناته ،
فهو إذ يعرف النشاط الثقافي والترفيهي – على سبيل المثال - بأنه يشمل القراءة،
ومشاهدة التلفزيون، وممارسة الرياضة، والرحلات والزيارات الاجتماعية،نجده يعرضها
مدمجة تحت عنوان واحد (معدل الوقت للنشاطات الثقافية والترفيهية ) فلا نعرف كم
استخدم من الوقت للقراءة أو لمشاهدة التلفزيون أو لممارسة الرياضة الخ، دع عنك
قراءة ماذا، أو مشاهدة أي برامج تلفزيونية، أو ممارسة أي رياضة .
وبعد هذه ملاحظات نأمل أن
توضع في الاعتبار عند إجراء مسوح مشابهة في المستقبل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق