أقلية !

أقلية !

محمد هلال الخليفي

 

      نشر موقع بي كيو دوحه الالكتروني http://www.bqdoha.com/2013/12/population-qatar مقالاً بعنوان السكان في قطر بحسب الجنسية يقول أنه نسخة مختصرة من موضوع أوسع نشر في مجلة بي كيو عدد ديسمبر . وينشر الموقع تقويماً لعام 2015 ، وهو عبارة عن خريطة قطر عليها مئة صورة تمثل الجنسيات المختلفة التي تعيش في قطر. كما ينشر بجانب ذلك جدولاً إحصائياً بالأرقام والنسب لسكان قطر بحسب الجنسية ، وتنشر أيضاً شكلاً بيانياً يبدأ من أعلى الصفحة ويظهر أقل نسبة سكان ليصل إلى أعلى نسبة وبينهما يضع نسبة القطريين باللون الأحمر  .

      وبحسب ما نشره الموقع فإن أعلى خمس جنسيات هي على النحو التالي : الهنود يحتلون المرتبة الأولى بعدد سكان يصل إلى 545 ألف نسمة ويشكلون ما نسبته 23.58% ، ثم النيباليون في المرتبة الثانية بعدد 400 ألف نسمة ويشكلون ما نسبته 17.3% ، ويأتي القطريون في المرتبة الثالثة بعدد 278 ألف نسمة ويشكلون 12.03% ،ثم يأتي في المرتبة الرابعة الفلبينيون 200 ألف نسمة ويشكلون 8.65% والمصريون 180ألف نسمة ويشكلون 7.78% . 

    

      والواقع إن هذه أول مرة تنشر فيها صحيفة محلية عدد السكان بحسب الجنسية . وفي هذا الخصوص يشير المقال إلى أن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء تنشر على موقعها شهرياً إحصائية بعدد السكان دون بيان الجنسية ، كما أن وزارة الداخلية لا توفر مثل هذه البيانات للعامة .

      السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو لماذا حرصت المجلة والموقع على إبراز عدد السكان بحسب الجنسية وأظهرته بأشكال مختلفة ؟ ولماذا الحرص على إبراز نسبة القطريين باللون الأحمر ؟ 

      الحقيقة أن المقال لم يتضمن أي تحليل أو تعليق على البيانات التي عرضها . ربما ما أراد قوله قد جاء في المقدمة التي تقول: إن قطر هي موطن العديد من الجنسيات المختلفة ، وأن القطريين لا يمثلون سوى أقلية . وأن الجزء الأكبر من السكان قد جاء من شبه القارة الهندية .

 

ما الهدف من وراء كل ذلك ؟ سؤال يستحق التفكير !