الخميس، 26 يونيو 2014

مغامرة حكومة الإخوان


مغامرة حكومة الإخوان

2012-03-07

 

محمد الخليفي

في مقال عُنون بـ «مغامرة حكومة الإخوان»، كتب الأستاذ فهمي هويدي قائلاً: «إن تشكيل الإخوان للحكومة في الظروف الراهنة ليس في مصلحة البلد، كما أنه ليس في مصلحة الإخوان، أو الحركة الإسلامية عموماً» .( الشرق الثلاثاء 21 فبراير 2012).

وهو رأي مبني على «أن ثمة أطرافاً داخلية وعربية ودولية يهمها للغاية وقف ذلك المد الذي أوصل الإسلاميين إلى مواقع السلطة ودوائر صنع القرار».


لذلك فإذا شكل الإخوان حكومتهم فإن «دولاً غربية عدة بل عربية أيضاً سوف تحجم عن تقديم أي معونات أو استثمارات لمصر..»، وهذا ضارٌ بمصلحة البلد. يضاف إلى هذا العامل الخارجي، عامل آخر داخلي مرتبط بالإخوان، وهو أن بناء مصر الجديدة «هم تنوء به الجبال»، و»التصدي له أكبر من الإخوان ومن أي فصيل بذاته».

أما أنه ليس في مصلحة الإخوان، فإن الأستاذ فهمي يبينه بالقول إن الغرب يتوجس «من أمرين في العالم العربي، أولهما الاستقلال الوطني، وثانيهما الديمقراطية الحقيقية». «إذ من شأن تحقق أي منهما أو كليهما أن يؤدي في نهاية المطاف إلى اشتباك مع المصالح الغربية والطموحات الإسرائيلية»!!

الأستاذ فهمي يخشى على الإخوان لأنهم «إذا فعلوها -أي إذا شكلوا حكومة إخوانية- فقد يضطرون إلى الإقدام على تنازلات تهدد رصيدهم التاريخي، وقد تهدد شرعيتهم، باعتبارهم فصيلاً من الحركة الوطنية المصرية». و»ستكون العلاقة مع إسرائيل مثلاً تحدياً واختباراً لهم من اليوم الأول. إذا سلموا وامتثلوا فقد خسروا أنفسهم وشعبيتهم، وإذا تمنعوا أو رفضوا فقد خسروا علاقتهم مع الأميركان ومع دول الاعتدال العربي».

كيف يتخلص الإخوان من هذه الورطة التي يراها الأستاذ هويدي؟!.. عن طريق «حكومة وحدة وطنية». حكومة لا تخسر الأميركان ولا دول الاعتدال العربي!! المحتاجة إلى دعمهم وأموالهم واستثماراتهم!! حكومة لا تشتبك مع المصالح الغربية، ولا مع الطموحات الإسرائيلية!! حكومة لا يعنيها كثيراً أو قليلاً الاستقلال الوطني!! ولا تعنيها الديمقراطية الحقيقية!!

وبعد كل هذا ماذا سيبقى من «رصيدهم التاريخي»؟!!


 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق