الخميس، 26 يونيو 2014

التعليم على صفيح ساخن


التعليم على صفيح ساخن

2013-09-18

 

محمد الخليفي

 نشرت صحيفة «العرب» يوم الاثنين 16 سبتمبر تعميماً صادراً عن هيئة التعليم، مُوقعاً من رئيسة الهيئة، ولقد استرعى انتباهي بعض الأمور التي تضمنها التعميم أناقشها على النحو التالي:
 


1- أول ما يلفت الانتباه ويكشف عنه التعميم على نحو واضح هو أنه لم يعد هناك استقلال للمدرسة. وهذا يقتضي ليس فقط اعترافاً بأن تجربة قد فشلت، بل أن يتصرف المجلس ممثلاً في قيادته تبعاً لذلك، وبناء عليه فإن العودة إلى المركزية تستلزم أن تقوم القرارات التي تصدر عن المركز مبنية على أساس متين من الدراسة العلمية، ومشاورات مع أهل الميدان، وليس على اجتهادات فردية، مهما كان المستوى الذي تحتله في مراكز اتخاذ القرار. نقرر ذلك لأن تبعات القرار المركزي تلحق بجميع من يطبق القرار وهو كل المجتمع التعليمي (المدارس).

2 - إن التعميم قد أُخذ على عجل في نهاية الإجازة الصيفية، ودون مسوغات لاتخاذ هذا النظام. دليلنا على ذلك أنه جاء بعد بداية دوام الطلاب، وأُجِّل تطبيقه إلى بداية شهر أكتوبر. وهذا يعبر عن استعجال في صناعة القرار واتخاذه، إن لم نقل عن ارتجال.

3 - لو تساءلنا: لماذا هذا التغيير في زمن وعدد الحصص؟ فسنجد الجواب في البند ثانياً ((تخصيص وقت محدد من الجدول الأسبوعي، حصتين أسبوعياً، الحصة الرابعة من يومي الثلاثاء والأربعاء، لتوفير مجموعة من الأنشطة اللاصفية المخطط لها للطلاب، إضافة إلى دروس إثرائية لرفع مستوى تعلم الطلاب في جميع المواد)).

وهذا يكشف أولاً عن ما أشرنا إليه في البند الأول من أنه لم تعد هناك مدارس مستقلة، فكل شيء محدد من الإدارة المركزية. كما يكشف أيضاً عن ارتجال. فلماذا حصتان أسبوعياً وليس أقل أو أكثر؟! ولماذا الحصة الرابعة وليس الثالثة أو غيرها؟! ولماذا يوما الثلاثاء والأربعاء وليس السبت والاثنين؟!

وقبل ذلك لا بد أن نتساءل: هل المدارس لا تقدم أنشطة لاصفية لطلابها؟! هل المدارس لا تقدم دروساً إثرائية لطلابها؟! فإذا كانت لا تقدم!! فأين هيئة التعليم من ذلك؟! وإذا كانت تقدم، فهل تمت دراسة ما تقدمه المدارس دراسة علمية تبين جوانب القوة والقصور فيه، لتبني على ذلك ما يعزز جوانب القوة ويتفادى جوانب القصور!

4 - علاوة على ذلك، فإن التعميم في الوقت الذي ترك فيه الحرية للطالب للاختيار بأن ينضم (إلى أحد الأنشطة المطروحة... أو حضور أحد الدروس الإثرائية لإحدى المواد)، جاء في آلية التنفيذ فقرر بأن (تقوم لجنة التحصيل الأكاديمي في المدرسة بتوجيه الطلاب ذوي الأداء المتدني في كل مادة للالتحاق بمجموعات التقوية. كما يتم إعلام أولياء الأمور بتوفير هذه المجموعات لتشجيع أبنائهم على الاستفادة منها). فأين ذهب الحديث عن (دعم الطلاب)؟!

5 - جاء في التعميم بند ثالث هو الأنشطة المنهجية. وجاء فيه (تفعيل الأنشطة المنهجية لكل مادة خلال الحصص المقررة للمادة ضمن الجدول المدرسي باستخدام استراتيجيات حديثة مع متابعتها من القيادة المدرسية).

وهذا البند وآلية تنفيذه، هما ألف باء ما ينبغي أن يكون في أي نظام تعليمي! ثم إن هذا البند ليست له علاقة بالتعميم، المرتبط أساساً بالزمن المخصص للحصص الصفية والأنشطة اللاصفية. فهو بذلك بند زائد، بل ويثير علامات استفهام وتعجب.

6 - خصص الجدول المدرسي حصتين (لمادة اللغة الإنجليزية العلمية للمستويات من الثالث إلى العاشر). وكلنا يعلم أن المجلس الأعلى للتعليم قد قرر ابتداءً تدريس مادتي العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية. وقد تراجع عن هذا القرار بعد سنوات من تطبيقه. ثم تفتق ذهن أحدهم عن مادة جديدة لا نعلم لها نظيراً هي (اللغة الإنجليزية العلمية). فما الأهداف التي تحققها هذه المادة؟!!

7 - جاء الجدول المدرسي خالياً من التربية الفنية! ولا أظن أنه توجد مدرسة في العالم يخلو جدولها المدرسي من التربية الفنية.

وبعد، كلنا أمل ليس في أن تعيد القيادة التربوية النظر في قراراتها، وإنما قبل ذلك في طريقة تفكيرها

 


 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق