خلي مكان
للرياضة
في بعض
شوارع الدوحة إعلان صورته أربع أدوات ، ثلاث ترمز
للأكل ، والرابعة ترمز للرياضة ، وفوق الصورة قول يشرح الصورة لمن لا يفهم
لغة الرمز ، " خلي مكان للرياضة " . وفي أسفل الإعلان شعار اللجنة
الأولمبية وبجانبه عبارة " الرياضة من أجل الحياة ".
والواقع أن
هذا الإعلان يعبر عن إتجاه ينظر إلى الرياضة باعتبارها من وسائل المحافظة على
الصحة . وهو يقابل أتجاه آخر ينظر إلى الرياضة باعتبارها مجالاً للمنافسة والفوز .
وإذا كانت
الإعلانات هي إحدى الوسائل لحفز أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة ، فإن تشجيع
الأفراد على ممارسة الرياضة لا يقوم على التوجيهات الإعلانية فقط ، بل لا بد من
توفير البنية التحتية المادية والبشرية التي تسهل وتيسر ممارسة الرياضة لجميع
أفراد المجتمع .
لكن الملاحظ
أن اهتمامنا بالرياضة من أجل الفوز قد طغى بمراحل على الاهتمام بالرياضة من أجل
الحياة . فأضحى ما ينفق على الرياضة من أجل الحياة قطرة من بحر، في مقابل ما يهدر
من أموال على الرياضة من أجل الفوز .
وهنا يمكننا أن نذكر أن الاستراتيجية الوطنية لقطاع الرياضة قد
اعتبرت (الرياضة من أجل النجوم ) هي من
أجل (تحفيز الأمة) ليشارك جميع أفراد المجتمع ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً في
النشاط الرياضي، وبذلك تكون (الرياضة للجميع : إعداد الأمة). فما ينفق على "الأبطال الرياضيين الوطنيين"،
هو في الواقع من أجل "إلهام الشباب ليشاركوا في النشاط الرياضي ويتبنوا
العادات الصحية السليمة."
والسؤال
الذي يطرح في هذا الصدد : هل أدت الرياضة من أجل النجوم إلى زيادة ممارسة أفراد المجتمع للرياضة؟ وهل
يوجه الإنفاق لهذه الزيادة؟
لقد أصبح
هدفنا من الرياضة هو الفوز، وبأي ثمن، وهذا يشترى كأي سلعة أخرى ! فلماذا التعب
على " الرياضة من أجل النجوم "
، من أجل "الأبطال الرياضيين
الوطنيين".
لذلك ليس
غريباً أن نقول : تمكن عداء منتخبنا الوطني فيمي سيون من تحقيق الميدالية
الذهبية لسباق 100 متر عدو في دورة الألعاب الآسيوية 2014 المقامة خالياً في كوريا
الجنوبية !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق