الجمعة، 17 أكتوبر 2014

خلي مكان للرياضة -


خلي مكان للرياضة

      في بعض شوارع الدوحة إعلان صورته أربع أدوات ، ثلاث ترمز  للأكل ، والرابعة ترمز للرياضة ، وفوق الصورة قول يشرح الصورة لمن لا يفهم لغة الرمز ، " خلي مكان للرياضة " . وفي أسفل الإعلان شعار اللجنة الأولمبية وبجانبه عبارة " الرياضة من أجل الحياة ".

      والواقع أن هذا الإعلان يعبر عن إتجاه ينظر إلى الرياضة باعتبارها من وسائل المحافظة على الصحة . وهو يقابل أتجاه آخر ينظر إلى الرياضة باعتبارها مجالاً للمنافسة والفوز .


      وإذا كانت الإعلانات هي إحدى الوسائل لحفز أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة ، فإن تشجيع الأفراد على ممارسة الرياضة لا يقوم على التوجيهات الإعلانية فقط ، بل لا بد من توفير البنية التحتية المادية والبشرية التي تسهل وتيسر ممارسة الرياضة لجميع أفراد المجتمع .

      لكن الملاحظ أن اهتمامنا بالرياضة من أجل الفوز قد طغى بمراحل على الاهتمام بالرياضة من أجل الحياة . فأضحى ما ينفق على الرياضة من أجل الحياة قطرة من بحر، في مقابل ما يهدر من أموال على الرياضة من أجل الفوز .

      وهنا يمكننا أن نذكر أن الاستراتيجية الوطنية لقطاع الرياضة قد اعتبرت (الرياضة من أجل النجوم ) هي من أجل (تحفيز الأمة) ليشارك جميع أفراد المجتمع ذكوراً وإناثاً صغاراً وكباراً في النشاط الرياضي، وبذلك تكون (الرياضة للجميع : إعداد الأمة). فما ينفق على "الأبطال الرياضيين الوطنيين"، هو في الواقع من أجل "إلهام الشباب ليشاركوا في النشاط الرياضي ويتبنوا العادات الصحية السليمة."

      والسؤال الذي يطرح في هذا الصدد : هل أدت الرياضة من أجل النجوم إلى زيادة ممارسة أفراد المجتمع للرياضة؟ وهل يوجه الإنفاق لهذه الزيادة؟ 

      لقد أصبح هدفنا من الرياضة هو الفوز، وبأي ثمن، وهذا يشترى كأي سلعة أخرى ! فلماذا التعب على  " الرياضة من أجل النجوم " ، من أجل "الأبطال الرياضيين الوطنيين".

      لذلك ليس غريباً أن نقول : تمكن عداء منتخبنا الوطني فيمي سيون من تحقيق الميدالية الذهبية لسباق 100 متر عدو في دورة الألعاب الآسيوية 2014 المقامة خالياً في كوريا الجنوبية !

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق