القسائم
التعليمية!
2014-03-04
محمد
الخليفي
نظام
القسائم التعليمية في تطبيقه الحالي يتناقض مع أهداف التعليم في قطر ومع ما تطرحه القيادة
السياسية من توجهات. فإتاحة الفرصة لمن يشاء من القطريين بأن يلتحق بالمدارس الأجنبية
يتناقض مع النظر إلى التعليم، بكونه من أهم مداخل التنشئة الاجتماعية التي تحافظ على
هوية المواطن القطري، ومع اعتبار «اللغة العربية مركباً رئيسياً في هويتنا وثقافتنا»
كما جاء في خطاب الأمير.
وهو
يتناقض في الآن ذاته مع الأهداف المختلفة التي يتبناها المجلس الأعلى للتعليم، خصوصاً
تلك المرتبطة بالتربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية، التي تؤكد على اكتساب الطلاب
«المعلومات والمعارف التي تساهم في خلق الاتجاهات والقيم وأساسيات التفكير السليمة،
بطريقة وظيفية تمكنهم من حسن الاستفادة منها في توجيه سلوكهم وتكوين شخصياتهم [كمواطنين
قطريين، عرب ومسلمين]»، وغير ذلك من أهداف مسجلة في وثائق المجلس.
وهو
يتناقض، علاوة على ذلك، مع اعتماد المجلس اللغة العربية لغة تدريس لجميع المواد الدراسية،
إضافة إلى أن ما يقدم في المدارس الأجنبية من تربية إسلامية، واجتماعية، ولغة عربية،
لا يرقى إلى متطلبات معايير المناهج التي يلتزم الطالب في المدارس الحكومية بتحقيقها.
أما الزعم بأن نظام القسائم التعليمية في تطبيقها الحالي تتيح تنوعاً في التعليم وفرصاً
للطلاب وأولياء الأمور للاختيار، فهو زعم مضلل، وينقضه الواقع.
إن
فتح مدارس أجنبية ليس تنوعاً في التعليم، لأن هذه خارج النظام التعليمي القطري، وهي
في الأساس تخدم أهدافاً غير تلك التي تهدف إليها المدارس الحكومية. فالمدارس الإنجليزية
والأميركية والفرنسية والإسبانية وغيرها تقدم تعليماً لا يخلو من حمولة ثقافية. وهي
بالتأكيد ليست الثقافة التي تحرص دولة قطر على أن يتشربها الأبناء في هذه المرحلة العمرية.
إن
نظام القسائم التعليمية يمكن أن يكون نظاماً يتيح فرص التنوع والاختيار، فقط عندما
يكون ضمن نظامنا التعليمي، وأن تكون المدارس المستقلة اسماً على مسمى، فتطرح تنوعاً
في الطرائق والبرامج، وتتيح فرصاً للاختيار للطلاب وأولياء الأمور. أما وإن المدارس
المستقلة لم تعد مستقلة، فهي تدار من ألفها إلى يائها بواسطة نظام مركزي، فإن الحديث
عن تنوع في التعليم هو حديث مضلل، لأنه يفاضل بين مدارس أجنبية مستقلة تمام الاستقلال،
ومدارس حكومية مقيدة، قتلت فيها روح المبادرة، وفرص الإبداع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق