الخميس، 26 يونيو 2014

جهاز الإحصاء بين الشعار والواقع


جهاز الإحصاء بين الشعار والواقع

2012-07-11

 

محمد الخليفي

 ما إن تفتح موقع جهاز الإحصاء حتى تطالعك في أعلى صفحة الموقع شاشة متغيرة تعرض مجموعة من العبارات مثل «الإحصاءات هي العين التي يرى بها صانعوا السياسات» و»إحصاءات أفضل لحياة أفضل» و»إن لم تستطع القياس فلن تستطيع التحكم».

فإذا طلبت معلومة ما، عن السكان مثلاً، فإن الموقع يحولك إلى صفحة جديدة هي (قطر لتبادل المعلومات)، وهو كما يعرف نفسه يمثل «مشروعاً وطنياً طموحاً». و»تتمثل رسالة (قلم) في الارتقاء بالمجتمع المعرفي في قطر، وذلك من خلال توفير معلومات تفاعلية موثوق بها وسهلة الاستخدام، ودمج مصادر المعلومات المختلفة، الأمر الذي يمكن صانعي القرارات من اتخاذ قراراتهم على أسس معرفية».


تلك هي شعارات جهاز الإحصاء، ورسالة مشروع «قطر لتبادل المعلومات»، وهي عبارات شعارات لا شك في صحتها، لكنها تظل محض شعارات ما لم تترجم إلى واقع إحصائي يوفر معلومات دقيقة وشاملة وحديثة عن أوجه الحياة المختلفة في المجتمع.

لكن واقع الحال لا يعكس لا الشعارات ولا الرسالة ولا الأهداف الأخرى التي تؤكد على توفير المعلومات لطالبها.

خذ مثلاً: لو حاولت معرفة عدد العاملين في قطاع صناعة النفط على سبيل المثال، فلن تجد سوى إحصاءات قديمة (النشرة السنوية لإحصاءات الطاقة والصناعة 2007). فهل تساعد مثل هذه الإحصاءات في بناء سياسات واقعية وفاعلة؟ أو تتيح التخطيط لحياة أفضل؟ أو تُمَكِّن متخذي القرار من التحكم في مجرى الأحداث..؟ وهل مثل هذه الإحصاءات ترتقي بالمجتمع المعرفي في قطر؟

إن «توفير معلومات تفاعلية موثوق بها وسهلة الاستخدام..» -كما عبرت رسالة المشروع- يعني الحصول على معلومات حديثة لا تتجاوز الشهر في حداثتها. لكن أن لا يجد الباحث سوى معلومات قديمة (2007)، فإن ذلك يكشف عن خلل جسيم في أداء جهاز الإحصاء وفي القائمين على مشروع قطر لتبادل المعلومات. وبدون تصحيح هذا الخلل فسيظل البون شاسعاً بين الشعار والرسالة وبين الواقع


 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق