بين خبر وخبر
محمد بن هلال الخليفي
على صدر صفحتها
الأولى كتبت صحيفة العرب ( الأحد 15 يونيو ) بالخط الحمر العريض " المقرر
الأممي : رفاهية بسكن ومعيشة العمال بقطر"
(خبر يتكرر في جميع صحفنا)
. وفي الصفحة الرابعة عشر عنوان آخر يقول :" 48 عائلة مقيمة تفترش العراء في
الثمامة لقطع الكهرباء والماء ".
ومضمون الخبر أن مستأجراً لست فلل قد قام بتقسيمها إلى 48 شقة (ثماني شقق
لكل فلة ) واعاد تأجيرها ، ولأنه لم يدفع فاتورة الكهرباء والماء، قامت الهيئة
بقطع الكهرباء والماء عن الفلل . وهذا خبر انفردت به صحيفة العرب .
في صحيفة الوطن
(الأحد 15 يونيو ) كتب الأخ فيصل المرزوقي مقالاً
اختار له عنواناً عبر به عن حجم الصدمة التي انتابته مما شاهد : ( يالهول
مارأيت! ) فهو ليس مقال رأي بل مشاهدة . يقول :" رأيت مزرعة، ولكن ما يخرج
منها ويدخل ليس سيارات محملة بالثمار، وإنما باصات عمال وشاحنات محملة بأطنان
الحديد!.. مزرعة فيها آلاف من سكن العمال، ودهاليز، والبناء فيها عشوائي، بكل ما
هو متوافر، ولا تسأل عن التنظيم! لا طرقات مسفلتة ولا إنارة ولا منظمة بأسماء أو
أرقام للاستدلال أو منافذ للطوارئ والأمان!" ولأن الأخ فيصل تهمه سمعة الوطن
فقد ختم مقاله بالقول :" من سيتحمل المسؤولية لو حدث مكروه وتلوثت سمعة
الوطن؟! "
خبر آخر ( نشر في
8 يونيو في جميع الصحف )يكشف أيضاً عن وجه آخر لرفاهية العمال ! مضمونه أن (راف)
قد بدأت تنفيذ نسختها السادسة من مشروعها (برد عليهم) ويتكون المشروع من توزيع 300 ألف قنينة مياه
مبردة و 1000 حقيبة تضم مستلزمات حفظ الطعمة وحفظ المياه !
وبين الخبر الأول
والخبر الأخير يبرز الفرق جلياً بين الدعاية والواقع . وتنكشف الرفاهية الحقيقية
التي ترفل بها العائلات المقيمة ، والعمال !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق