قرار
مقدر
2012-01-26
محمد
الخليفي
إن قرار المجلس الأعلى للتعليم القاضي بقبول الطلاب
في جميع البرامج التي تدرس باللغة العربية دون الحاجة إلى البرنامج التأسيسي هو بدون
شك في صالح الطلاب، فقد أزال عقبة كأْداء كانت تؤرقهم وتستنزف طاقتهم ووقتهم.
كذلك
أيضا فإن اعتبار اللغة العربية لغة الدراسة في كلية القانون وفي تخصصات الشؤون الدولية
والإعلام وكلية الإدارة هو إعادة اعتبار للغة العربية التي كادت أن تختفي من جامعة
قطر، ولو بصورة جزئية، ويحمد للمجلس الأعلى للتعليم قراره هذا.
نقول
بصورة جزئية لأننا نرى أن اللغة العربية يجب أن تكون لغة العلم والأدب والفقه والفن
وكل ما ينتجه العقل أو يفكر فيه في جامعة قطر، مثلها في ذلك مثل كل لغات العالم.
نقرر
ذلك لأننا ما زلنا نرى أن التقدم العلمي ليس له علاقة باللغة التي نتحدث بها، بل بكم
ونوع البحث العلمي في المجتمع. والبحث العلمي منهج وخطوات سير لا يتغير بتغير اللغة
التي بها نتكلم، بل بما نملك من أدوات ملاحظة وتجربة، وعقول قادرة على التحليل والتفسير.
وتعلُّم
نتائج العلم يمكن أن يكون من خلال الترجمة، وهذه ليست بدعة في التاريخ القديم أو المعاصر،
وكلنا يعلم أن الترجمة الآن أضحت أكثر يسرا مع تطور المترجمات الآلية.
ومع
ذلك فإن معرفة نتائج العلم في حد ذاتها لا تؤدي إلى نهضة علمية في المجتمع، والذي يؤدي
إلى ذلك هو البحث العلمي في حقول المعرفة المختلفة، وأن يكون البحث العلمي هو الذي
يقود صناعة القرار في مؤسساتنا المختلفة لا فرق بين وزارة الطاقة أو إدارة المرور.
وإذا
كان هناك من هو مهتم حقا بأن يكون طلابنا في مراحل التعليم المختلفة العام والجامعي
يطلعون ويتعلمون نتائج العلم مما هو متاح لنظرائهم في العالم المتقدم، خصوصا في الحقول
العلمية، فإنني أقترح أن تنشئ هيئة عامة تعنى بترجمة ما يتعلمه الطلاب في الجامعات
المتقدمة في العالم المتقدم، وترصد لها ميزانية لا تقل عما نرصده للرياضة.
ومع
كل ذلك، فإننا لا يمكن أن نغفل عن الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بتعلم اللغة الإنجليزية
وغيرها من لغات العالم في مراحل التعليم المختلفة. وفي الوقت نفسه، فإنه ينبغي علينا
الاهتمام باللغة العربية بكتبها وطرائق تدريسها وأساليب تعلمها، في التعليم العام والجامعي،
وأن نستفيد مما أنتجه الغرب من مناهج متطورة خصوصا في تعليم وتعلم اللغة الإنجليزية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق